عن جريدة الخبر بتصرف
المعذبون في الأرض كثيرون·· أربعة ملايـين معاق في الجزائر
'لا نريد شيئا عدا الاحترام·· كم مرة تعرضت إلى الضرب والإهانة في الشارع وكنت ألاحق بالحجارة من طرف الأطفال لا لشيء إلا لكوني أختلف عنهم''·· هكذا قالت عياد مايا بأسى وهي تحكي معاناتها في بلد توحش أفراده واستكبر مسؤولوه الذين يتشدقون في كل مناسبة بحقوق المعوقين· وما قيل حتى الآن إلا نفخ في الأبواق·
وسيلة بن بشي
ولعل ما قالته ''مايا'' يمثل جزءا بسيطا مقارنة بحجم المعاناة الكبيرة التي تعانيها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة· وأمثالها كثيرون يقدرون بحوالي أربعة ملايين على مستوى الوطن· أما في العاصمة فقط هناك أكثر من 40 ألف شخص معوق، وهذا الرقم يخص هؤلاء الذين يملكون بطاقات، أما الذين لم يحصلوا عليها فهم كثيرون جدا·
والسؤال ماذا فعلت الدولة بهؤلاء؟
كعادتها لم تتخلف الدولة عن عمليات التهميش لهذه الفئة التي تعاني الأمرين، فبعدما حرموا صحيا يجدون أنفسهم في مجابهة قوانين الدولة الجائرة· قوانين التهميش والإقصاء مضاف إليها سياسة الوعود الوردية لوزير الهدايا ''جمال ولد عباس''· التي تنتهي صلاحياتها مباشرة بعد 14 مارس، اليوم الوطني للمعوق·
المتتبع لبعض الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة يكتشف مدى غبنها·· والعديد من هؤلاء الذين ينخرطون تحت مظلة جمعية ''التحدي للمعوقين حركيا'' قدموا شهادات حية عن وضعيتهم المزرية وأغلبهم يطرحون نفس المعاناة، لكن الأصوات تختلف ولكل حالة درجة التهميش التي طالتها من كل النواحي·
طاهر حسان على·· هاجس النقل
الشاب علي حسان مقعد، معاق مائة بالمائة يروي لنا معاناته عندما يتنقل من ولاية عين الدفلى إلى بومرداس للدراسة، قبل أن يدلي بشهادته، قال بالحرف الواحد: ''ما حدث لي في النقل مأساة حقيقية وحمدت الله أنني لم أنتحر بسبب ذلك''·
يقول حسان: ''كنت أخرج السادسة صباحا، وأنتم تعرفون جيدا تأثير الأحوال الجوية على المعاقين، فهم يتأثرون جدا بالبرودة أو الحرارة على حد سواء· وكنت أنتظر ساعات حتى تأتي الحافلة أو الطاكسي في ظروف مناخية قاسية، وكنت أضطر كل مرة إلى العودة إلى البيت حتى أغنم بقليل من الحرارة لأنه كان من المستحيل تحمل البرد القارص في ذلك الصباح، وبعد أن تصل وسيلة النقل، سواء كانت سيارة أجرة أو حافلة، فإن المعاناة مضاعفة لأن أغلبهم يعرضون عن نقلي إلى العاصمة بحجة أنه لا يجدون أين يضعون الكرسي المتحرك· رغم أن الكثير منهم لديهم الإمكانيات لإيجاد مكان لوسيلة نقلي الخاصة التي لا يمكن أن أستغني عنها''· والمشكل لا يتوقف عند هذا الحد لأن أغلب الطرقات غير مهيأة لفئة المعاقين وأغلبهم يجدون الصعوبات الكبيرة للتنقل· وهنا يشعر المقعد بكثير من الحرج عندما يضطر لطلب المساعدة من الأشخاص· لقد درس حسان ليصبح مسؤولا عن نفسه لكن الدولة لم تفكر في هؤلاء·· ويردد أنه يريد أن يقي نفسه شر الشفقة لكنه مضطر لطلب المساعدة حتى يتم حمله من مكان إلى مكان، لأن أغلب وسائل النقل غير مهيأة لهؤلاء·
حسان مازال يعاني فهو، كما يقول، ليرى أمه في عين الدفلى يتحمل الأمرين· والنقل وحده يعد مأساة حقيقية يعيشها يوميا في ظل غياب الدولة، وما رواه جزء بسيط من معاناته كمعاق·
نادية بولعراس·· رحلة العذاب
نادية واحدة من اللواتي لم يرحمهن لا المجتمع ولا الدولة· هي امرأة جميلة وذكية وكان لديها كل المؤهلات لتعيش حياة زوجية سعيدة، خاصة بعدما وضعت طفلها الأول، لكن يبدو أن الأمر أخذ مجرى آخر خاصة بعدما تعرضت لمرض euqalp ne esorélcS aL·· هو مرض تحريضي مزمن يؤثّر على النظام العصبي المركزي، ويمكن أن يتسبّب في العديد من الأعراض، من ضمنها تغيّر في الإحساس، مشاكل بصرية، ضعف عضلات، كآبة··· يسبب تصلّب الأنسجة المتعدّد· وأيضا ضعف في قابلية حركة وعجز في الحالات الأكثر حدة· وما حدث أن نادية ظهرت أعراض المرض لديها عندما بدأت تتنقل بعكاز وهي من أعراض هذا المرض الذي سيتطور فيما بعد حتى تصبح مقعدة، وهي تدرك ذلك جيدا وتقبلته رغم ذلك، إلا أن زوجها لم يتقبله واضطر إلى تطليقها مباشرة بعدما أصبحت تستعمل العكاز في تنقلها لتجد نفسها وحيدة مهمشة من طرف المجتمع ومن طرف زوجها الذي كان من المفروض أن يكون سندا لها· نادية الآن تعيش ألمها مضاعفا بسبب التهميش وغياب الحقوق والكفالة التي تحميها من تطور هذا المرض بسرعة، لأن لهذا المرض علاجا يؤخر تطوره·
عيساوي جمال·· في البدء كانت الإعاقة
تروي لنا أم جمال بكثير من الحسرة وضعية ابنها المعاق الذي لا يتجاوز 11 سنة، فهو ليس له الحق من جهة في المنحة لأنه لم يصل إلى السن القانونية، ولم يجد سوى الكرسي المتحرك الذي حصل عليه بمساعدة جمعية التحدي للمعاقين حركيا، لكن ماذا ستفعل هذه الأم المجبرة على شراء الحفاظات الخاصة بالكبار لابنها، علما أن الحفاظة الواحدة بـ50 دينارا، وتصوروا لو غيرت خمس مرات في اليوم، وهو الحد الأدنى، كم سيكلف ذلك الأم، أي أن الحفاظات وحدها تكلفها 7500 دينار في الشهر، مع العلم أن المنحة المقدمة للمعاق البالغ هي 4000 دينار، وهو لا يتحصل على هذه المنحة لأنه لم يصل السن القانونية·
شكت أم جمال بحرقة معاناتها مع مرض ابنها وقالت إنها لم تتلق أي كفالة أو رعاية من الدولة التي همشت هذه الفئة ولم تحرص على مساعدة عائلاتهم للتكفل بهم·
رشيدة العراوي
التي تقطن بدار العجزة بحمّام ريغة رغم أنها حاصلة على دبلوم إلا أن ذلك لم يشفع لها في الحصول على العمل، وتقول إن الكل يرفض تشغيلها لأنها معاقة حركيا·· في وقت يطالب القانون الجزائري كل المؤسسات، سواء كانت عمومية أو خاصة، بتخصيص حصة 1 بالمائة من الوظائف لصالح الفئة ذات الاحتياجات الخاصة، في وقت نجد البلدان الأوروبية تفرض على الشركات نسبة 6 بالمائة· هذه أمثلة بسيطة عن المعاناة اليومية لهؤلاء المعوقين الذين لم يغنموا من وزارة جمال ولد عباس سوى الوعود الخاوية· ؟
رياضة المعاقين: متى يتم إنصافها؟
في الوقت الذي عجزت فيه الرياضة الجزائرية عن فرض نفسها في المواعيد الإقليمية القارية والدولية، من خلال النتائج المتواضعة التي سجلتها في العشريتين الأخيرتين، برزت فئة المعاقين بشكل لافت، حيث تمكنت في كل مرة من رفع راية الحزائر في المحافل الدولية، وآخرها الإنجاز الكبير الذي حققته الجزائر في الألعاب شبه الأولمبية التي جرت في صيف 2008 ببكين، بفضل ثلة من الرياضيين المعوقين الذين استطاعوا تعويض الإخفاقات المتتالية التي سجلتها المشاركة الجزائرية في أولمبياد بكين التي جرت قبل الألعاب شبه الأولمبية·
ولو حاولنا عبثا إجراء مقارنة بين الإمكانات التي ستستفيد منها رياضة المعاقين مقارنة بمختلف الفيدراليات والأندية الأخرى، لوجدنا بأن الفارق كبير جدا، إذ أن الفيدرالية التي تسهر على منافسات المعاقين تعتبر متواضعة، ليس فقط من حيث الأموال التي تخصص لها، وإنما كذلك من حيث المقر المتواجد بشاطوناف، والذي لا يتوفر على أي مواصفات تجعل منه أحد معالم رياضة استطاعت رغم كل المشاكل التي تعيشها من تحدي الواقع وإثبات الذات، بل تعويض الإخفاقات التي تسجل هنا وهناك في مختلف الأنشطة الرياضية·
ومثل فئة المعاقين في البلاد بصفة عامة، فلا حديث عن رياضة المعاقين إلا في مناسبتين تعودان موسميا، الأولى تخص اليوم العالمي للمعاقين الذي يصادف 3 ديسمبر، أو اليوم الوطني الذي يصادف 14 مارس، أو المنافسات التي تحضرها رياضة المعاقين· وماعدا ذلك، فإن الحديث عن يوميات المعاق العادي أو الرياضي غائبة تماما عن أجندة المسؤولين ولا تستحضرها ذاكرة المواطنين·
وفي جانب آخر من يوميات رياضة المعاقين، يمكننا إدراج انتهاك آخر لحقوق الرياضي المعاق، ويتمثل أساسا في الغياب التام للتكريمات التي يستفيد منها الرياضيون العاديون كل موسم، والتي تخص الوجوه الرياضية القديمة التي سجلت اسمها في السجل الذهبي، وبرزت في فترة ما من تطور الرياضة الجزائرية، غير أن تلك التشريفات لا تطال من جلب الميادليات والألقاب للجزائر من المعاقين· فكم من رياضي معاق وجد نفسه بعد اعتزاله اللعب والممارسة مهمشا، لا أحد يستحضر إنجازاته ولا أحد يسأل عن وضعه الاجتماعي· ولنا في البطل العالمي السابق محمد علاق المثال الحي، رغم الميداليات الذهبية العديدة والألقاب الكثيرة التي منحها للجزائر في هكذا مناسبة في رياضة ألعاب القوى· وقد عبر لنا هذا الرياضي في إحدى المرات بأنه رغم وضعه الصحي وإعاقته الدائمة، فإنه يجد سعادة كبيرة وافتخارا منقطع النظير عندما يتمكن في كل مرة من رفع العلم الوطني في المحافل الدولية· غير أن ذلك لم يشفع له، إذ أن بمجرد اعتزاله اللعب نسيه الجميع، ووضعت إنجازاته في الأرشيف، ولا حديث سوى عمّا سينجز خلفه في المحطات الإقليمية والقارية والعالمية·
تلك هي الوضعية المزرية والنسيان الأبدي الذي تعانيه رياضة المعاقين، رغم التطبيل الذي يرافق إحياء اليوم العالمي أو الوطني للمعاق من خلال تدخلات مسؤولي وزارتي الشباب والرياضة والتضامن، لكن بمجرد مرور الاحتفالات التي تقام هنا وهناك، تعود حليمة إلى عادتها القديمة، ولا حديث عن احتياجات هذه الفئة من المجتمع، في انتظار عودة الذكرى أو إجراء منافسات رياضية خارج الوطن· فمتى يتم إنصافها؟
ح· بن حرود
جمعية التحدي عرابة المعاقين
جمعية التحدي للمعاقين حركيا من بين الجمعيات التي تنشط لتوعية فئة ذوي الاحتياجات الخاصة للدفاع عن حقوقهم· تأسست في 30أكتوبر 2003, وهي جمعية رياضية ثقافية اجتماعية شغلها الشاغل هو توعية المعوق بضرورة خروجه من الظل والتوجه إلى الشارع لتحدي إعاقته· ومن بين مطالب هذه الجمعية، تقول كابلي فضيلة، وهي منخرطة بهذه الجمعية، هي ضرورة إعادة تأهيل الطرقات والمؤسسات لتسهيل تنقل المعاقين، خاصة وأن الجزائر متخلفة جدا في هذا المجال· وتطالب الجمعية بضرورة تخصيص ممرات وفضاءات ومساحات خاصة بالمعاقين حركيا، وتهيئة الحافلات وسيارات الأجرة وفرض غرامات مالية لمن لا يحترم هذه الفضاءات والمساحات· وتجدر الإشارة هنا إلى أن فرض الغرامة سيكون فعالا حتى إذا تمت عن طريق العزف على الجانب النفسي· ففي فرنسا مثلا نجد في المساحات والفضاءات الخاصة بالمعاق العبارة التالية: ''من يأخذ مكاني يأخذ إعاقتي''، وبالتالي فإن لهذه العبارة تأثيرها البسيكولوجي لكل من سولت له نفسه انتهاك تلك الفضاءات·
الكثير من المنخرطين في جمعية التحدي حصلوا على كراس متحركة، ويقدر عدد المنخرطين بحوالي460 معوق، وهي تعمل في إطار قانوني تتلقى دعما من طرف الدولة وهو مبلغ حقير لا يتعدى20 مليون سنتيم في العام، مع العلم أنها لم تلق هذا الدعم منذ سنة· وتطالب الجمعية من جهة أخرى بضرورة تطبيق القوانين فقط في المرحلة الحالية، لأن أغلب القوانين الخاصة بهذه الفئة غائبة ومغيبة ولا يأتي الحديث عنها إلا في هذه المناسبات· وقد تم تجاهل 18 مادة قانونية تخص حقوق المعاق لا يطبق منها إلا النزر القليل· والدور الكبير الذي تصر عليه الجمعية في والوقت الحالي هو إقناع المعوقين بالخروج من صمتهم عن طريق المطالبة بحقهم وإقناع أوليائهم أيضا بضرورة تشجيع أبنائهم بالخروج بهم وعدم الخجل بهذه الفئة، لأن هناك الكثير من العائلات ساهمت بشكل كبير في تهميش هذه الفئة عن طريق التستر عليها وعدم الإعلان عنها، وهذا ما أضاع حقوقهم في الكثير من الأحيان، خاصة وأن العديد منهم أذكياء وبإمكانهم التقدم إلى الأمام في ما يتعلق بدراساتهم·
بوزارة حمزة، رئيس جمعية التحدي
كفى وعودا يا ولد عباس
ندد رئيس جمعية التحدي للمعاقين حركيا، بوزارة حمزة، بالوعود الخاوية التي يطلقها وزير التضامن، جمال ولد عباس· وطالب بضرورة تطبيق القوانين التي تتكفل بالمعاق·· لأن تطبيق القوانين كفيل بحل بعض مشاكل المعاق في الجزائر، برفع منحة المعاق إلى 12000دج شهريا بدلا من 4000 دج الحالية، إلى جانب إعفائه من دفع الإيجار السكني· وقال إن منحة المعاق في سنة 2005 لا تتجاوز 3000دج وبعد نضال الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المعاق شهدت في 2007 زيادة رمزية في المنحة قدرت بـ1000دج وفوق هذا لا تسلم في الموعد· كما استعرض جملة معاناة المعاقين المنخرطين في جمعيته، وقال إن أغلبهم بطالون رغم أن لديهم استعدادات للعمل، إلا أن العديد من الشركات والمؤسسات ترفض تشغيلهم· ولم يغنم هؤلاء إلا الوعود الخاوية لجمال ولد عباس الذي ما فتئ في كل مرة يعلن عن الهبات والهدايا، في حين أكد بوزار أنهم لم يتلقوا حتى الآن أيا من هذه الهبات الوردية التي يعلن عنها الوزير في كل مناسبة· وقد أثار الناطق الرسمي لجمعية التحدي، بوزيدي توفيق، قضية 100 وحدة سكنية 1996, لكن لم يسلّم منها إلا 45 مسكنا وتبخرت 55 وحدة سكنية· وكشف رئيس الجمعية عن نسبة حوالي أربعة ملايين معاق في مختلف الفئات· وعلى مستوى ولاية الجزائر هناك أزيد من 40 ألف مصرح بنهم بسبب البطاقات· أما أرقام ولد عباس فهي تنافي هذه الحقائق وتحاول كل مرة تغطية الشمس بالغربال· وتجدر الإشارة هنا إلى أن أرقام ولد عباس تقول إنها أحصت 1,198 مليون معاق في الجزائر·
وأوضح تقرير صادر عن وزارة التضامن الوطني أن 921,722 من المعاقين هم من الإناث و969,944 هم من الذكور، مشيراً إلى أن 12 مليونا من الجزائريين معنيون مباشرة بإعاقة أحد أفراد عائلتهم· ووعود ولد عباس تتوقف في رفع المنحة إلى 6000دينار جزائري وتوزيع 3000 كرسي متحرك لفائدة المعوقين حركيا وذهنيا على المستوى الوطني، وهذه التصريحات دائما تتزامن واليوم الوطني للمعوقين الذي يصادف 14 مارس من كل سنة· ويؤكد تقرير الوزارة أن هناك 276 مؤسسة حكومية مختصة في التكفل بالمعوقين بطاقة استيعاب تصل 30ألف معاق، إلى جانب 129مركز بقدرة استيعاب تفوق 19 ألف معاق· وهي أرقام تموه الحقيقة، لأن أغلب المعوقين يعانون مختلف المشاكل، وإلا كيف نفسر انتشار الأمية وغياب التوجيه لدى هذه الفئة التي نجدها في الغالب في الرصيف تستجدي بر المحسنين·· والأمثلة كثيرة في شوارع الجزائر· ورشيدة التي تعيش في دار العجزة بحمّام ريغة مثال حي على ذلك·
بالمناسبة، طالب بوزار حمزة وزير الأشغال العمومية ورؤساء البلديات والولاة بضرورة تأهيل الفضاء والطرقات ووسائل النقل لتسهيل عملية تنقل هذه الفئة لتناضل من أجل أبسط حقوقها·
من جهتها دواجي كنزة، الأمينة العامة لجمعية التحدي، استهجنت عمليات ضخ الأموال في مناسبات وطنية كثيرة كعيد المرأة مثلا، في حين أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة يجدون أنفسهم في الهامش ولا أحد يتذكرهم في يومهم الوطني، وغالبا ما يمر بصمت وبكثير من الحبر والوعود وفي النهاية يظل المعاق في الهامش المظلم في المجتمع الجزائري·
سهيلة فرحاني، مديرة مدرسة السياقة الخاصة بالمعاقين
سيارة المعاق كلفتها مضاعفة
أن تعيش في الجزائر بكامل سلامتك وصحتك أمر صعب، لكن الأصعب أن تعيش بعاهة ولو بسيطة، وبالتالي فإن أبسط الحقوق مهضومة·· والحديث عن مدرسة سياقة خاصة بالمعوقين يبدو كماليا جدا في ظل الظروف القاهرة التي تعانيها هذه الفئة، لكن السيدة سهيلة فرحاني رفعت التحدي عندما قامت بفتح مدرسة سياقة خاصة بالمعاقين بولاية عنابة، مع أنها المرأة الوحيدة التي فكرت في هذه المدرسة· وتجدر الإشارة إلى أن هناك على المستوى الوطني ثماني مدارس فقط· وتطرح بدورها مشكل النقل لدى هذه الفئة خاصة وأن أغلب المترشحين يأتون إلى هذه المدرسة من فالمة والطارف وسوق أهراس، ولديها حاليا 78 مترشحا تخرج منهم 45 بإعاقات مختلفة· والإشكالية المطروحة بالنسبة للسيارات الخاصة بالمعاقين، أن كلفتها غالية جدا وليست في متناول حتى الذين يملكون رصيدا ماليا مهمّا· قد يكون الأمر أسهل على الذي لا يملك الرجل اليسرى مثلا، لأن العلبة الأوتوماتيكية كفيلة بحل المشكل، لكن عندما تكون عاهة المعاق في رجله اليمنى يتطلب الأمر إكسيسوارات إضافية· والوحيد الذي يضيفها إلى السيارة ميكانيكي واحد ببوزريعة· وقد تكلف الكثير من الأموال، وبالتالي فالسيارة شيء كمالي بالنسبة للمعوق· وحتى الحصول على رخصة ''س'' يتطلب الكثير، لأن المدارس المختصة في ذلك قليلة جدا، من جهة، ثم أن الحصول على سيارة بإكسيسوارات خاصة بالمعاق يكلف الكثير يتجاوز المليون دينار·
وب
[b][b]