« حــــلـــــم... وأشجــــــــــان...؟! »

يسافر الحزن العميق في دمي..وأسافر- أنا- عبر متاهات الزمن العجيب.. ما بين آه وآه..تحاصرني الأسئلة العميقة ،وأحاصر حُلميَْ الكبير،بقيود من حديد،لعلي أمنعه من القفز على حواجز الموت ..على خطوط العشيرة..على قواعد المنطق التي تأسست منذ الأزل..لعلي أحافظ عليه صغيرا..لعلي أمنعه من الموت قهرا ..لعلي أمنعه من الإنتحار.

حلمي أنا غريب..غريب جدا..كغربة الذات التي تسكن وجداني ..كغربة الحب المجمد في وطني الجريح..كغربة أفكاري المهربة من عصر الفضيلة والأنوار.

لا خل لي سوى الكلمات..وهذا الشيء الموغل في ذاتي ..النازف من قلمي ..هذا الذي استولى على عرش مملكتي الحزينة،واستفز عواطفي المكبله..هذا الذي سموه شعرا..وسميته إعصارْ

وحيد أنا.. وحلمي وحيد..وحزني عميق..وكل آهات الدنيا تعانقني ..تبعثر أوراقي البيضاء..وتمنحني وجعا أسود،والنار تحرق أوردتي ..وكل أطياف السعد،وتتركني مثل الآثـــــارْ.

كل الحقوق المدونة في الميثاق وغير المدونة..من حق العيش الكريم..إلى حق الحلم الجميل،تناءت عني ،وهاجرت خلف أسوار مملكتي الحزينة ..هل أعلن حلمي الغريب الساذج ...؟هل أجرؤ على كسر قواعد المنطق والعشيرة...؟هل أحمل قلمي وأحطم كل الأسوارْ...؟؟؟

بإذن الله..بقدرته،سأقتل لاءات الخوف..سأرفع رايات البأس..سأكسر إشارات ال(قف)..وأعلن في الجهر حلمي ،برغم مواثيق المنع ..برغم شياطين الهمز ..برغم ملايين الطرشان..فأنا اليوم – أخيرا –قررت الكلام،وبسبق العزيمة والإصرارْ.

حلمي أنا ...أن أحلم حلما قدسيا مثل القرآن..ما فيه فلسفة الحقد..ما فيه رهانات الغدر..ما فيه وسوسة الشيطان.
حلمي أنا أن أحلم حلما ورديا مثل الأطفال ..ما فيه حسابات المكر ..نفاقات الحمقى..ما فيه ألاعيب الأشرارْ.